لفت رئيس "هيئة العلماء المسلمين" السابق عدنان امامة الى أن "الإعلان عن تولي أحد الشيوخ المقربين من "حزب الله" مهمة التفاوض بعدما كانت "هيئة العلماء المسلمين" قد بدأت العمل على هذا الخط، زاد الأمور تعقيدا"، معتبرا أن "طريقة التعامل مع قضية العسكريين تدلّ على أن هناك صراع أجنحة بين القوى الأمنية وعدم دراية في إدارة الأمور".
وأشار أمامة في حديث صحفي الى أن "التهديد الذي وصل أمس إلى أهالي العسكريين خطير لا سيما أنّه أتى بعد جملة مستجدات، منها توقيف الشيخ حسام الغالي الذي كان مكلفا من الهيئة للتفاوض مع "النصرة" ومن ثم إعلان الجبهة وبعد ساعات على توقيف الغالي، أنّها ستبدأ التفاوض مع الوسيط الشيخ وسام المصري، الذي ينتمي إلى "اللقاء السلفي" الذي وقع منذ فترة على ورقة تفاهم مع "حزب الله"، وسياسته بعيدة عن سياسة الهيئة".
وأوضح أن "كل القوى الأمنية كانت على علم بتحرّك الغالي، وبدل أن تسهّل له المهمّة قامت بتوقيفه، مساء أوّل من أمس خلال توجّهه إلى جرود عرسال للقاء الخاطفين ومحاولة الحصول منهم على تعهد بإيقاف القتل، الذي يأتي تنفيذا لطلب الدولة اللبنانية عبر وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، كي تنطلق الهيئة بوساطتها لإطلاق سراح العسكريين"، معتبرا أنه "رسالة سلبية من الجهة اللبنانية والجهة الخاطفة للهيئة ودعوتها إلى الانكفاء ووقف المبادرة التي كانت قد أطلقتها".
ورأى أن "التهديد من قبل "داعش" بإعدام أحدهم، وبيانات "النصرة"، يظهر أنّ كلا منهما بدأ يأخذ مسارا منفردا في التفاوض بهذه القضية، بعدما كانا يفاوضان معا، وهو ما اعتبره امامه إشارة سلبية في القضية"، معلنا أن "الهيئة تتّجه إلى تعليق مبادرتها، نتيجة هذه المستجدات الأخيرة، إضافة إلى عدم حصولها على تفويض رسمي من قبل الحكومة"، مؤكدا أن "الهم الأساسي للهيئة هو إنهاء هذه القضية وإطلاق سراح العسكريين أيا تكن الجهة المفاوضة".